top of page

المرحلة الأولي: التصوف و الخدمة

بدأت مع السيد رافع محمد رافع رائد هذا الطريق وهذا الجمع (١٩٠٣- ١٩٧٠) 

محبة فطرية وعقل حر

منذ طفولته المبكرة وعلى مدى وجوده على تلك الأرض كان إنساناً يحترم العقل واستقلالية الشخصية، وينزع نزوعاً طبيعياً جارفاً للخدمة، ينطلق من محبة وصفاء تجاه جميع البشر. اختار المحاماة مهنة له ليدافع عن حق الطبقات الكادحة في حياة كريمة. واختار العمل بالسياسة في العشرينيات والثلاثينات من القرن العشرين ليشارك في الحركة الوطنية دفاعاً عن حق المجتمع المصري في التحرر من الاستعمار البريطاني إيماناً بأنه ليس من حق إنسان ما أو دولة التحكم في مصير إنسان أو دولة أخرى.

كانت نقطة تحول في حياة السيد رافع حين اكتشف أن السياسة عموماً مباراة بين الأحزاب السياسية لتحقيق مآرب شخصية أكثر منها مجالاً للخدمة العامة.

هجر العمل السياسي في الأربعينيات من القرن الماضي لكن نزوعه نحو خدمة أخوته في الإنسانية لم يتوقف بل اكتسب مزيداً من القوة والعمق. وأيقن أن البداية في إقامة مجتمع على أسس أخلاقية تأتي من وعي الأفراد بالجانب الأعمق من حياتهم والسعي لتحقيق الحرية الروحية عن طريق الوعي والتعلم والتجربة.

الانضمام إلى الطريق الصوفي

في رحلته للبحث عن معنى وهدف أسمى للحياة اتجه السيد رافع إلى الإطلاع على تراث التصوف الإسلامي فوجد فيه تناغماً مع نزوعه الطبيعي للنقاء والرقي الإنساني، وحبه الفطري لله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وإيمانه التلقائي بأن رسالة محمد صلى الله عليه وسلم هي رسالة رحمة وسلام للعالمين. فوجد السيد رافع محمد رافع نفسه في الطريق الصوفي وهو يحث الإنسان على أن يزكي نفسه ويطهرها حتى يستقبل كلمات الله بكل كيانه ويستمع إليها من داخل قلبه، ويعيشها في حياة تغمرها المحبة لكل أفراد الأسرة الإنسانية. وحين نتكلم عن الصوفية نتكلم عن الشيوخ الذين كان لهم باع في هذا المجال مثل ابن عربي وابن عطاء الله وآخرين، ولا نتكلم عن الصوفية بمظاهرها وبأشكالها وصورها التي نراها في بعض الأحيان وقد تحولت أيضاً إلى أشكال وصور .

أهداف وثمار المرحلة الأولى

كان الهدف الأساسي للسيد رافع في تلك المرحلة هو أن ينمي نفسه روحياً من خلال التربية الذاتية بالزهد ومجاهدة النفس والتعرض لنفحات الله بفهم عميق، وممارسة للتعاليم يصاحبها محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، والبحث عمن يكون له مثالاً يعلمه أي ”الشيخ“.

بعد رحلة طويلة من البحث وجد السيد رافع ”الشيخ“ محمد عبد الواحد الذي كان يتبع الطريقة الشاذلية. فعاهده على أن يتبعه والتزم بآداب الطريق الشاذلي وأوراده وأذكاره بمحبة وصفاء. وفي هذا الجمع الصوفي لم يخف على الشيخ ولا على المريدين أن السيد رافع بحضوره الوضاء كان مركزاً لجذب الكثيرين إلى طريق التصوف ومعانيه.

bottom of page